الأحد، 18 يوليو 2010

الكمبيوتر بتاعنا ..."بااااايظ"!



للمرء عينان...
عينان اثنتان... وهبهما الله للإنسان ليرى بهما عظمة خالقه

يرى الإنسان بهما ..الجمال والقبح..
الخير والشر...
وبشرٌ.. امتزجت فيهم كل هذه الصفات!!

ولحسن حظي، أمتلك من الأعين.. أربعة!!
عينان منحهما الله لي كباقي البشر..
وعينٌ هي كاميرتي ..
وعينٌ أخرى هي ..."الكمبيوتر بتاعنا"!

أربعة أعين لشخص واحد!

اثنان منهم هبة من الإله الواحد ...والاثنان الآخران هبة من البشر

منذ عدة أيام، أصيبت عيني الرابعة بالعمى!
فقد تعطل جهاز الكمبيوتر الخاص بمنزلنا الكريم....والذي من خلاله كنت "أرى واسمع وأتكلم"!!

شيء محزن أن تكون الأداة الوحيدة للتعبير عن ذاتك ...هي مجرد جهاز بسلك كهربائي!!
إذا تعطل ...تعطلت معه حاسة السمع والبصر لديك ...وتصبح اخرس تعجز عن الكلام أيضًا!

ربما كان كلامي به شيء من المبالغة ..
ولكن التمسوا العذر لشخصية كاريكاتيرية مثلي جعلت من "جهاز الكتروني" نافذتها الوحيدة إلى العالم
فقد كنت أغلق كل النوافذ الأخرى بمحض إرادتي ...
لتنفرد "النافذة الإلكترونية" وحدها ..بحق بث الضوء في حجرات عقلي المظلمة!

نافذة وحيدة لم اقبل بغيرها ...حتى من باب التغيير!

في عصور ازدهار "الكمبيوتر بتاعنا"، كنت اجلس أمامه بلا حراك بالساعتين أو اكثر...
كانت صديقتي تقول لي دائمًا: "أنت لاجئة عالفيس بوك"!
أعطيت للكمبيوتر الأولوية قبل كل شيء ....حتى قبل غدائي!!

كنت مثال الـ "User" المخلص..... دائمًا ودومًا وإلى الأبد!

أترجم إخلاصي له إلى ساعات طوال اقضيها أمامه بين تنزيل أفلام ..وقراءة أخبار...وجمع معلومات ....وثرثرة بطعم المناكفة مع الأصدقاء!

وهذا إلى أن خذلني ...وأصبح مجرد جهاز مظلم بشاشة سوداء!


لم أرثيه ...
ولم أبكي عليه كثيرًا...

ربما في البداية كان الأمر كذلك ....ملل وكآبة و"خنقة"!!

إلى أن حدث حادث جلل ....ووقع في يدي كتابًا جميلاً!!

كنت أرى العالم مكتوبًا...

شعرت أن العين الرابعة لازلت بخير ...فالعمى لم يصبها هي ...بل عقلي ذو الحجرات المظلمة!

اكتشفت أن هناك بدائل أخرى تصلح لأن تحتل المراكز الأولى

تذكرت النوافذ المغلقة....
فسارعت لفتحتها لأعيد النور الحبيس

نظرت إلى "الجهاز ذو السلك الكهربائي" وابتسمت...
"من أنت لأضيع نصف وقتي من أجلك؟!!"

الوقت ....والبدائل
ثنائي كنت دائمًا ما اعجز عن التوفيق بينهما

والحق أنه كان يراودني بعض الحنين...
فأقوم بتشغيل "الكمبيوتر بتاعنا" ....فربما عمل هذه المرة...

ولكن النتيجة دائمًا ما تكون "شاشة سوداء"

أعود إلى كتابي ثانيةً وأنساه
أعود وبداخلي "فرحة خبيثة" بأنه لا يعمل

فرحة لأنك لن ترجع مرة أخرى لمن استعبدك حتى ولو رغبت أنت في ذلك من باب الاشتياق!

فرحة لأنك تحررت من براثنه ..وتمتلك "بكل فخر" ....البديل!

فها هو الآن أمامي ..بشاشته المظلمة ...يتدلى منه سلكه الكهربائي ..كجثة هامدة!
سقط الآن مهزومًا أمام كتابي!


خلال فترة عطل الكمبيوتر هذه،..والتي هي بالمناسبة مستمرة حتى الآن...

قرأت كتابًا جميلاً ...وشاهدت فيلمًا جميلاً...وكتبت مدونتي هذه!

أي أنني رأيت ..وسمعت..وتكلمت بدونه!

سعادتي الحقيقة كانت تكمن في ذلك ..

فها هو القيد الذي ألففته حول عنقي بيدي ...قد كسرته!
وتلك النبرة الحزينة التي أقول فيها "الكمبيوتر بتاعنا بايظ".....قد استبدلتها بابتسامة صادقة حقًا لأقول بعدها:

"الكمبيوتر بتاعنا بايظ ...والحمد لله "