الأربعاء، 16 فبراير 2011

الشباب البديــــع..




أيادي مصرية سمرا ليها في التمييز


ممدودة وسط الزئير بتكسر البراويز


طلع الشباب البديع قلبوا خريفها ربيع


وحققوا المعجزة صحوا القتيل من القتل


اقتلني! قتلي ما هيعيد دولتك تاني


بكتب بدمي حياة تانية لأوطاني


دمي ده ولا الربيع الاتنين بلون اخضر


وببتسم من سعادتي ولا احزاني



من قصيدة الميدان للشاعر عبد الرحمن الأبنودي


السبت، 12 فبراير 2011

حقيقة الدهب..

أطهر قلوب الدنيا قلب اللهيب
أصدق لسان كان لسان اللهب
جنون غضب بعده السكون الرهيب
تصفى النيران وتبان حقيقة الدهب




لم أر وصفًا مثل هذا من قبل!
لم أدرك المعنى الذي ما بين السطور..


أللهب طهر؟!
أيصدق الشر يومًا؟؟!

سيد حجاب شاعرٌ مبدع ...وقبل أن يسطر هذه الكلمات، لابد أن كان هناك ما يرمي إليه!


وجاء يوم 25 يناير ....ثورة النور والنار والغضب!
أدركت المعنى كاملا.....رأيته بأم عيني!
رأيت أخي الصغير وقد أصبح رجلا يمسك بعصا وسط شباب الحي ليحمني وليحمي محلات وبيوت من لا يعرفهم!
رأيت محمد جارنا ومايكل صديق أخي وعم سيد والأستاذ عبد الحميد وميشو (ميشيل) وأحمد وعماد وخالد وغيرهم كثر
رأيت من كانوا متخاصمين يقفون سويًا يناقشون الوضع!
ورأيت إمام المسجد يوزع الأدوار على فرق الحماية مسلمين كانوا أم مسيحيين!

كانت فتحة الشباك صغيرة فلم تسعني لأرى ذلك العدد الكبير ممن كانوا يقفون كالأسود .. وذلك بعد أن هرب النذل من المعركة!!

النار ثورة ...نخافها ...وبها نحتمي!
هي التي ما إن اشتعلت حتى تتحول نيرانها إلى نور ...يضئ لنا الطريق.
هي التي تذيب الأقنعة لتفضح وجوهنا قبيحة كانت أم بالغة الحسن!
هي التي بانصهار الذهب بها ..نعرف ونقيم حقيقته!
عرفت حقيقة الذهب بعد ثمانية عشر يومًا من الانصهار، وإن كان لمعان الذهب قد بدء في البزوغ منذ اليوم الأول!

عرفت أن بينا شباب رجال يعرفون جيدًا كيف ينظمون أنفسهم ويواجهون الموت بلا خوف!
وعرفت أيضًا أن هناك رجال حماستهم لا زالت شابة رغم الشيب.

حكى لي أخي كيف هرب بعض الغرباء ذو الوجوه الإجرامية رعبًا كانوا على مقربة من الشارع، لمجرد أنهم رأوا "شباب المنطقة" من بعيد!
كنت سعيدة بما اسمع...فخورة بأخي رغم اختلافي معه سياسيًا!
كنت سعيدة وابتسامتي تملأ وجهي رغم خوفي عليه!



ميدان التحرير

لم أكن هناك.... ولكن لم يكن بالبعيد عني
ليس بالمكان ولكن ..بالصورة!

أسوأ ما كان في النظام هو ذلك الغباء المستحكم في التعامل مع الأزمات!
قطع شبكة الإنترنيت ....قطع شبكات التليفون المحمول ...وإغلاق قناة الجزيرة!
غباء لم تمارسه أكثر الدول ديكتاتورية وجهل!
ناسيين أن الصورة أو لغة الميديا ...كانبثاق النور من النوافذ رغم إحكام غلقها!
تابعت قنوات أخرى ..وبالطبع لم يكن التلفزيون المصري ..ضمن قائمة المتابعة ...فقد اكتشفت أن ذهبه كان عيار 18!
بل قنوات أخرى كانت أكثر موضوعية وحرفية إلى حد كبير وأذكر منها الـ BBC، العربية، الـ CNN، ومصورين أبطال كانت عدساتهم صرخة في وجه التضليل!

رأيت وشاهدت ...وفرحت بكل ما رأيت!
كنت بعيني هناك !....هناك في الميدان!
رأيت شابًا يقف بشجاعة أمام مدرعات النظام وحده!


هناك في الميدان...
رأيت مجندًا يبكي من هول ما رآه وقد جاء متظاهرًا ليمسح دمعته!




هناك في الميدان..
رأيت شبابًا كالورود ينظفون بأيدهم ميدان ثورتهم دون توجيه من أحد!






هناك في الميدان..
رأيت أقابطًا وقد قدموا أجسادهم دروعًا بشرية لتحمي مسلمين أثناء صلاتهم في الوقت الذي قام فيه النذل بإلقاء المياه على الساجدين!
















بكيت حزنًا ...وبكيت فرحًا ...وضحكت كثيرًا!
حزنًا على شهداء في عمر الزهور!
وفرحًا لما رأيته من عظمة الشخصية المصرية وقد وصلت إلى قمة النبل الإنساني والقوة والتحضر ورفض الظلم والاستعباد بل والاستمامة في سبيل ذلك!
وضحكت كثيرًا عندما علمت أن "تمورة انضرب في الميدان"!
وبعد البكاء والضحك ..يأتي دور الفرحة!
فاليوم، يوم تاريخي بحق!
ليس شعارًا ...ولا تزيين كلمة!
لا، بل لأننا علمنا العالم كله كيف يكون التحضر في مطالبتنا بحقوقنا المشروعة من خلال ثورة سلمية
لأننا علمنا العالم كله كيف يكون التغيير بيد وباليد الأخرى كيف يكون البناء
لأننا علمنا العالم كله كيف أن للمصري كرامة لا يستهان بها فأجبرنا الجميع على احترامنا
وتاريخي لأننا ولأول مرة نسمع من مذيعة الأخبار ذلك التعبير غير المستساغ ... "الرئيس المصري السابق"!