الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009

ايه اللي بيخليكي تقرأي؟!!


سؤال فوجئت به في نقاش عادي جدًا، ربما لأنه يبدو بديهيًا ومن المفترض أن إجابته معروفة...فكلمة "للمعرفة" هي أقوى إجابة على مثل هذه الأسئلة. ولكن تلك الإجابة المعروفة والبديهية أصبحت عائقًا كبيرًا بالنسبة لي.!! فتحول السؤال في لحظة من سؤال بديهي إلى سؤال عميق يستحق الدراسة والتفكير قبل الإجابة عليه.


فأنا ببساطة..لا اقرأ للمعرفة!!..أو بمعنى أصح... لا اقرأ للمعرفة التي تعرفونها أنتم.!! فالمعرفة المتعارف عليها هي "معرفة كل شيء عن أي شيء"، وهذا الشرح التقليدي للمعرفة لا ينطبق علي بالمرة!!...فأنا لا أريد أن اعرف كل شيء عن أي شيء. فما الأهمية بالنسبة لي لأن أعرف مراحل البناء الضوئي للنبات مثلا؟!!!...ما الأهمية لأن أعرف عوامل الأزمة المالية العالمية؟!! ربما تكون تلك الموضوعات محور اهتمام أناس آخرون، ويعتبرونها أهم بكثير من الطعام والشراب. ولكني عفوًا ...لا اهتم.


فأنا اقرأ لمعرفة ما أريد أن أعرفه فقط!! اقرأ عن ما احب واهتم فقط، وليس لأني من هواة القراءة نفسها!! فأنا اقرأ عن السينما لأعرف كل شيء عن السينما فقط، واقرأ عن المسرح لأعرف كل شيء عن المسرح فقط، واقرأ مسرحيات شكسبير لأن فلسفة هذا الرجل تعجبني ...
تلك هي المعرفة التي أؤمن بها، وبالتالي تلك هي الإجابة.


"بطلي فرجه على التليفزيون، واقرأي حاجة شوية"


عبارة اسمعها مائة مرة، وتستفزني كثيرًا. وما إن اسمعها إلا وابدأ في مرافعة مطولة دفاعًا عن هذا الجهاز المظلوم وكأنه شريك حياتي !!فهذا الجهاز الصغير بالنسبة لي كـ "البلورة السحرية" التي ذُكرت في الراويات والقصص الأسطورية...والتي يرى الساحر من خلالها كل العالم دون أن يتحرك من مكانه. يا لها من متعة!!..صدق من قال عنه نافذة على العالم!!...أو في التعبير الشعبي "صندوق الدنيا"!!
التليفزيون بالنسبة لأغلب الناس للتسلية فقط!!..وليس للمعرفة والتثقيف. في الوقت الذي يُعتبر التليفزيون أهم مصادر المعرفة على الإطلاق بالنسبة لي، ولكن للأسف غير معترف به!!


فمن قال أن المعرفة في الكتب فقط؟!! ...المعرفة لا تعرف وسيلة معينة للوصول إليها.فكل الطرق مشروعة ومتاحة إن أردت. لا يهم كيف وصلت بل المهم هل وصلت؟ فالمعلومة - المعلومة فقط - هي البطل الوحيد في سيناريو بحثي عن المعرفة وليس الكتاب!!
فلا يهمني كثيرًا إن كانت هذه المعلومة التي أريد أن أعرفها موجودة في كتاب أو على صفحات الانترنيت أو قيلت في برنامج تليفزيوني أو إذاعي أو حتى فيلم سينمائي!! المهم فقط أن أصل للمعلومة. الفيصل الوحيد بين كل هذه الوسائل هو "المصداقية". فرب خبر أو معلومة قيلت على لسان بائع جرائد أصدق ألف مرة من تلك المعلومات والأخبار التي تنهال علينا من شبكة CNN.!!


والذي جعلني أُفضل التليفزيون على كل مصادر المعرفة وعلى رأسهم ملك الملوك "الكتاب"، هو أني أؤمن بأن لغة الصورة أبلغ وأكثر تأثيرًا من لغة السطور، فالعين تدرك قبل العقل أحيانًا.
فلغة الصورة يفهمها ويتأثر بها المتعلم والجاهل، المثقف والغير مثقف، أستاذ الجامعة والبائع المتجول. واقصد بلغة الصورة هنا كل ما يتم التعبير عن طريق الصورة سواء كان فيلمًا سينمائيًا أو مسرحية أو حتى صورة فوتوغرافية. فأسمى الرسائل الإنسانية من الممكن التعبير عنها بلغة الصورة فقط. فما يحتاجه عشرون كتاب للتعبير عنه، تكفي صورة واحدة يُنظر إليها في لحظة أو فيلم من ساعتين ليعبر عن أسمى الرسائل والمشاعر الإنسانية بأبلغ شرح.


يكفيني أن أرى صورة لزهرة وسط الدمار خلال حرب لبنان الأخيرة لأعرف معنى الأمل. يكفيني أن أشاهد فيلم Digging To China لأعرف معنى حميمية الصداقة التي لا يحكمها أي منطق. يكفني أن أرى صورة للعلم الإسرائيلي وهو يرفف عاليًا في السماء على ساق خشبية قوية وسليمة ولكنه ممزق، لأعرف أن الغطرسة والهمجية إلى زوال.يكفيني أن أشاهد فيلم The Pianist لأعرف قيمة الحياة وكيف يجتمع الموت بها. يكفيني أن أشاهد فيلم A Bear Named Winnie لأعرف كيف اشعر بالآخر واحترمه حتى ولو كان مجرد حيوان!!

تلك هي لغة الصورة التي أؤمن بها، والتي يتحدث بها التليفزيون دومًا.

هناك تعليق واحد:

  1. تصويرك للصور نفسه رائع

    يبدو ان ليكي ذوق معين في الافلام اللي بتحبي تشوفيها

    في فيلم هاقولك عليه يارب يعجبك

    pursuit of happyness

    لويل سميث وكلمةhappyness مكتوبة في الفيلم كده فانا كتبتها زي ما هي

    هايديكي معلومات ومعرفة كبيرة جدا

    تحياتي ليكي

    ردحذف