الأحد، 13 يونيو 2010

كيف تسرق تاريخًا!

"حدث أن مات يهوديان ووصلا إلى بوابات السماء المصنوعة من اللؤلؤ وسألا حارسها القديس بطرس:
- هل يمكننا الدخول؟

فطردهما قائلا:
- غير مسموح لكما بالدخول.

ثم ذهب ليحكي إلى يسوع المسيح الذي لامه على تصرفه وأمره بالعودة إليهما ليدخلهما الجنة...وذهب بطرس مسرعًا ..ثم عاد إلى يسوع قائلا:

- لقد اختفوا.

- من؟ اليهوديان؟

- لا...بوابات السماء!!"




نكتة طريفة أرادت أن تقول لنا: "أحذروا!"..
فاكتفينا بتقديم اليهودي قي أفلامنا في صورة .. "الدنيء"!

دنيء مضحك ..يظهر دائمًا في دور المرابي الجشع، أو الباشكاتب المزور، أوصاحب البيت البخيل...

محتال يجيد سرقتك عن طيب خاطر ..
دنيء ..ولكنك أحيانًا تتعاطف معه..

شخصية أشبه بالشخصية الكرتونية...دائمًا ما يظهر ضئيل الحجم، ضعيف البنية، منحني القامة ...له طريقة مضحكة في نطقه للكلمات ..كـ "خنفان" استيفان روستي في فيلم "حسن ومرقص وكوهين"!!
دنيء ..وتعرف ذلك جيدًا ...ولكنك تحب أن تراه طوال الفيلم!!


منذ عدة أشهر، أطلت علينا نشرة الأخبار بإعلان إسرائيل أن الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح آثارًا يهودية!!

الدنيء يظهر مجددًا على الشاشة ...
ولكن هذه المرة، في زي عسكري ومدجج بالسلاح ويضع شريط أصفر بحروف عبرية حول مسجدًا للمسلمين!!

جاء ليسرق بوابات اللؤلؤ التي لدينا ..ونحن نشاهد.... بل ونقوم بإخراج المشهد أيضًا!!

إن أردت أن تسرق تاريخًا فالأمر سهل ..


قل أن نبيًا لي مر من هنا ...وابني ضريحًا!!

ارسم شريطًا حدوديًا يحتضن تراث الآخرين..وأعلن دولتك!!

ولا تنسى أن تكذب مائة مرة حتى تصدق أنت نفسك الكذب!!

كلنا نعلم أن إسرائيل بلا حضارة ..بل بلا تاريخ يُذكر...
دولة عمرها أقل من السبعين عام ..لا يمكن أن يكون لها ما يقولون عنه "تراث"!

فماذا تفعل لو كنت مكان دولة قامت على أنقاض وجثث الآخرين؟!
ماذا تفعل لكي تثبت أن وجودك كان ولا يزال متأصلا بين أقوام صنعوا الحضارة والتاريخ؟!

الأمر سهل ..

التقط صورة لقبة الصخرة واكتب فوقعها "Israel"!..
ضم جبل الطور بسيناء إلى قائمة آثارك!
ضع صورًا لشرم الشيخ وفندق طيبة على إعلان سياحي واكتب أسفل الإعلان "Visit Israel"!


هذه ليست نكته هذه المرة، فبالفعل رأيت كل هذا...

رأيت صورًا لمساجدٍ بفلسطين كتب عليها "إسرائيل"...
ورأيت صورًا لبلادي على مواقع سياحية عرفت بعد ذلك أنها لإسرائيل!!

كنت أسأل نفسي ...أين نحن من كل هذا؟ أين نحن على الأقل كمصريين؟!
ولكن عندما سمعت بفضيحة بيع قطع أراضي بسيناء لشخص مشبوه له علاقات بشركات إسرائيلية.....عرفت الإجابة!

فمن يبيع أرضه لعدوه طواعية عن طريق وسيط ليس له انتماء ....لن يكترث بصورة في إعلان!!

إسرائيل تكذب ...تكذب على العالم وعلى نفسها!
ولكن لكي تكتمل أركان الكذبة المحبوكة... يجب أن يكون هناك من يصدقون.
فللكذبة المحبوكة طرفان ...المدعي والمصدق

وطالما ليس هناك من يصدق ...فأركان الكذبة هنا غير موافية للشروط!

فلا اعتقد مثلاً أن هؤلاء السياح الذين يتوافدون من أقاصي العالم لكي يشاهدوا رقي وجمال العمارة بمسجد البحر أو جامع البحر في يافا السليبة والتي هي قلب إسرائيل، سيصدقون أنه أثر يهودي!! بل سيدفعون للجيش الإسرائيلي رسوم زيارة "المسجد اليهودي" ..وهم يكتمون ضحكاتهم!

إسرائيل لن تستطيع أن تطمس هويتنا...
فإن كذبت وقالت هذه الحوائط يهودية ...سينطق النقش الإسلامي ليقول غير ذلك!

فمسجد "بلال بن رباح" يحمل اسمًا عربيًا ...سيتعثلم أي إسرائيلي عند نطقه!

وإن أتيت إلى إسرائيل عن طريق البحر، فإن أول شيء ستراه من بعيد ....مئذنة!!



هناك تعليقان (2):

  1. أنا موافقاك بس مش كل يهودي دنيء، لكن كل اسرائيلي صهيوني كذلك

    أنا موافقاك بس الشعوب عمرها ما تبيع وطنها

    أنا موافقاك بس متأكدة إن الحق هينتصر في النهاية بس لما يجي ناس تفهم تاخد حقوقها إزاي مش بالقوة بس بالحق والعقل

    أنا موافقاك جدًا جدًا جدًا بس التاريخ محدش يقدر يسرقه لأن في ناس بتحفظه وبتعرفه وبتنشره ولو بعد حين

    ردحذف
  2. تعلمين أن الهوية أخطر من الدم،
    دماؤنا سائلةٌ في الطرق،
    وهويتُنا تقيدها السلاسل،
    فإلى أين ننتهي ..

    ردحذف